الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
وبـــعــــــــد ، فعندما أعلنت "القاعدة" الحرب على المعسكر الصليبي الحاقد ، وضربت ضربتها في 11 سبتمبر ، استبشر العديد من أبناء الصحوة بالنصر والتمكين ، ولكن سرعان ما خرجت الأفاعي المخذلة من جحورها ، والثعابين المثبطة من أوكارها ، تصيح عبر وسائل الإعلام المختلفة بلسان المشفق الرحيم :
أين أنتم من قوة أميركا العسكرية والقتالية أيها السُقم ؟!! .
ألم نقل لكم : لا طاقة لنا اليوم ببوش وجنوده أيها البُكم ؟!!
أين أنتم من قوتها الاقتصادية أيها الصعاليق ؟!! .
أين أنتم من تكنولوجيتها أيها المطاريق ؟!! .
أين ....... وأين ...... ؟!!
لقد جلبتم لأمتكم العار !! وخربتم الديار !! ونشرتم الدمار !! .
لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً (مريم:90) .
وإننا لنرى مواقع مصارعكم في كل مكان !! على يد جيوش الأمريكان !!.
فلا محالة أن الصقور الأمريكية ستتخطفكم ، وفي المقابر ستقذفكم !!.
قلنا لهم وقتئذ بإيمان راسخ : إن السُقم والله يرتع في قلوبكم .
فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (المائدة:52) !!.
وقسما إن البُـكم يملأ آذانكم : مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (التوبة:38) !!.
فوالله لنحن أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (الحشر:13) .
أكفرتم بقول ربكم : كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (المجادلة:21) ؟!!.
أجحدتم قول نبيكم ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "جاهدوا في سبيل ، فإن الجهاد في سبيل الله باب من أبواب الجنة ينجي الله به من الهم والغم" رواه أحمد والحاكم بإسناد حسن من حديث عبادة بن الصامت؟!!.
ولكن سبحانه !! ((عجب ربنا من رجل غزا في سبيل الله فانهزم أصحابه ، فعلم ما عليه فرجع حتى أهريق دمه ، فيقول الله عز وجل لملائكته : انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي ، وشفقة مما عندي حتى أهريق دمه)) رواه أبو داود بإسناد حسن من حديث ابن مسعود مرفوعا .
ومرت الأيام وراء الأيام ولم يتحقق ما توقعوه الأمريكان وهؤلاء المثبطون !! افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (الأنعام:140).
وتلتها الشهور وراء الشهور ، وخاب ظنهم البائس يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (آل عمران:154) .
ومرت السنة وتبعتها أخرى وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (غافر:78) .
فها هو رأس المجاهدين في هذا الزمان أسامة حي يرزق ، ويدير الجهاد ضد الصليبيين بنفسه .
وها هو رأس الإمارة الإسلامية "طالبان" الملا عمر بخير حال ، بين كر وفر يثخن في أعداء الله .
بينما كلب الأمريكان ـ بوش ـ يلعن على كل لسان !! .
وها قد هم كُتـّـاب التاريخ بطي صفحته البائسة ووضعها في مزبلة التاريخ !! .
فأيهما ربح أيها المثبط ؟!! .
وأيهما حقق أهدافه أيها المخذل ؟!! .
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (الحج:46) !!.
وها نحن نعيد ما ذكرناه سابقا بأكثر حزما ، وأقوى إيمانا :
إن الجهاد خيار الأمة !! فقم ودع عنك الرقاد ! إنه الإسلام عاد
ولمن يرتاب في ذلك فليذهب إلى الجحيم فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ (الروم:60) .
وأما من تعلقت قلوبهم بالماديات ، ورهنوا عقولهم بالكونيات ، فليعلموا أن من أصل عقيدتنا الأخذ بالأسباب ، فنحن نتعبد الله بقوله : وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ (الأنفال:60) ، فقول الله تعالى وَأَعِدُّوا أمر شرعي ، وهو يقتضي الوجوب .
وليعلم الجميع أن من جاهد من غير إعداد ، فهو آثم مخالف لأمر الله .
والذي نعلمه من حال المجاهدين أنهم ليسوا في عداد الدراويش وأرباب التكايا !!.
أو من رهبان الصوامع وأصحاب الزوايا !!! .
وإنما هم من أرجح الناس عقلا ، وأكثرهم حكمة ، شهد بذلك أهل العدوان قبل الخلان !! .
وأُس البلاء هو الفهم الخاطئ لمعنى الإعداد ، فليس المقصود بالإعداد هو ما يسرح ويمرح في أذهان المثبطين والمخذلين ، وعبّاد الماديات والكونيات ، وهو عدم مواجهة أمريكا إلا إذا كنا في حجم قوتها أو أكثر منها !!!.
ولكن المقصود بالإعداد هو أن يكون لدى المجاهد القوة المناسبة التي تنكي في عدوه وتكسر شوكته ، وقد قاتل المجاهدون الأفغان أعتا قوى الشر ـ "الاتحاد السوفيتي" ـ وهم أشد الناس ضعفا وفقرا ، ولكن كتب الله لهم النصر والتمكين ، وأمكنهم من رقابهم وتدميرهم ، وكذا الأمريكان سيأتيهم الطوفان رغم أنف أهل الخذلان!!.
فنحن على يقين أن القاعدة أعدت العدة المناسبة لمواجهة الأمريكان ، واستشرفت بدقة متناهية المستقبل وحقيقة المواجهة مع عدوهم ، بحسابات الكيس الفطن ، الحكيم الرشيد الذي يعرف موقع سهمه إذا رمى !!.
ومما يؤكد ما ذكرته آنفا تقرير هام لخبراء في مكافحة ما يسمّى بالإرهاب نشرته "صحيفة البيان" والميدل إسيت جاء فيه :
تكيف القاعدة خلال عامين أفشل جهود القضاء على الإرهاب
يجعل تشتت القاعدة وقدرتها على التأثير على مجموعات أخرى من مكافحة الإرهاب مهمة صعبة، كما يرى خبراء ومسئولون بعد عامين من شن الولايات المتحدة حملة في شرق أفغانستان كان الهدف منها القضاء على تلك المنظمة. وفي مثل هذا اليوم قبل عامين، في 4 ديسمبر شنت الولايات المتحدة حملة على أسامة بن لادن وأنصاره لإخراجهم من جبال تورا بورا والقضاء على القاعدة، لكن قدرة هذا التنظيم على التكيف مع الظروف الجديدة تثير قلق أجهزة الأمن ولاسيما في أوروبا مع اقتراب أعياد نهاية السنة.
وتقول رئيسة جهاز ام-15 البريطاني لمكافحة التجسس "اليزا ماننغهام – بولر": إن حفنة قليلة من المعلقين غير المطلعين على مجرى الأمور عجلوا في إعلان الانتصار على القاعدة. أنا لا أشاطرهم الرأي!!.
وتضيف : إن القاعدة التي تتواجه مع الولايات المتحدة وتريد تقليص نفوذها في العالم الإسلامي لا تزال تعمل بصورة متطورة، وتبدي شراسة في المواجهة. ويبدو بعض المحللين اكثر تشاؤما لا سيما وان الحرب على العراق كرست لدى العالم العربي والمسلم النظرة التي ترى أن الغرب يتعامل معه وفق استراتيجية عدائية.
ويقول الخبير الفرنسي "اريك دينيسيه" في مقال نشرته "صحيفة لو فيغارو" الباريسية : إن التهديد بات الآن دائما وعالميا!!.
ويوضح في تصريح اليوم الخميس لوكالة "فرانس برس" : إن القاعدة … قامت بعد الحملة على أفغانستان بتغيير بنيتها بحيث يصبح من الصعب القضاء عليها.
ويضيف : إن هذه المنظمة باتت تعتمد على دوائر من المؤيدين أو المناصرين الموزعين في عشرات الدول، وهذا التشتت هو ما يتيح لها البقاء.
ويقول : إن بن لادن توقع رد الفعل الأميركي وقام ببناء هيكلية قادرة على مواجهة الضربة.
ويشاركه الرأي "جوناثان شانزر" الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ويقول "شانزر" لوكالة "فرانس برس" : إن القاعدة أكثر تشتتا الآن وتعتمد على بنية لا مركزية.
ويرى الخبراء أن عاملين تضافرا لتقوية التهديد الإرهابي هما الاعتماد على نموذج عملي متطور من الناحية التكنولوجية ومستقل من الناحية المالية، والتغلغل بين الجاليات المهاجرة في الدول الغربية.
وتقول رئيسة جهاز الاستخبارات البريطاني "ماننغهام-بولر" : إن القاعدة خططت وقادت عملياتها الإرهابية، لكنها أصبحت أيضا مصدر وحي لمتطرفين آخرين لا تربطهم بها صلة مباشرة.
وتضيف : إنه سيكون من الأصح الحديث عن عدة منظمات قاعدة بدلا من منظمة واحدة على رأسها قيادة تقود كل جانب من جوانب نشاط المجموعة.